إقامة مراسم تتويج طلاب مدرسة آية الله دهداشتي في آبادان بحضور آية الله حسيني

0

أقيمت مراسم تتويج مجموعة من طلاب مدرسة آية الله دهداشتي في آبادان بحضور آية الله السيد مجتبى الحسيني، ممثل مقام قائد الثورة في العراق وعضو مجلس خبراء القيادة. في هذه المناسبة، أشار آية الله الحسيني إلى أهمية المسؤوليات الثقيلة للطلاب وركز على الدور الحيوي لإصلاح ذات البين، والمسؤوليات الاجتماعية والدينية للطلاب، وأكد على ضرورة وحدة المسلمين، كما شدد على أهمية التضامن الاجتماعي من أجل تحقيق المصالح المشتركة.

في بداية حديثه، أعرب آية الله الحسيني عن شكره للجهود المستمرة لمدرسة آية الله دهداشتي في خدمة المجتمع وتعزيز الأهداف الدينية والعلمية، وقال: «هذه المدرسة المباركة التي خدمت هذا الوطن لسنوات طويلة ولا تزال تسعى لتحقيق الأهداف الدينية والعلمية، تستحق التقدير. نحن سعداء بأننا اجتمعنا في هذا المكان الروحي، ونأمل أن تتحقق أهداف هذا الاجتماع».

ثم أشار إلى ضرورة إصلاح ذات البين كإحدى الأولويات الأساسية للطلاب، وأكد قائلاً: «إصلاح ذات البين ليس مجرد محاولة لمصالحة شخصين في نزاع شخصي، بل هو إصلاح واسع النطاق يهدف إلى التخفيف من المشاكل الاجتماعية وتعزيز العلاقات الإنسانية». وأضاف آية الله الحسيني أن هذا الإصلاح يمكن أن يمتد إلى المجتمع، والدول الإسلامية، بل وحتى العلاقات بين الأمم المختلفة.

وتطرق إلى تعقيدات القضايا الاجتماعية والسياسية الحالية، مؤكداً: «لا يمكننا أن نكون غير مبالين بهذه القضايا، ويجب أن نعمل من أجل الإصلاح وإحلال السلام والهدوء».

كما أضاف أن من واجب الطلاب والعلماء الدين أن يسهموا في إصلاح العلاقات بين الدول الإسلامية، لا سيما إيران والدول المتحالفة.

وذكر كأمثلة دعم الشعب الفلسطيني في غزة، معتبراً إياها من أبرز صور إصلاح ذات البين.

وقال: «إصلاح العلاقات بين الأمم ودعم المظلومين هما من المبادئ الأساسية في الدين الإسلامي، وأعداء الإسلام يسعون دائماً لإثارة التوترات والنزاعات في المجتمعات». وأضاف: «الشيطان والقوى السلبية دائماً ما يسعون لنشر الكراهية والبغضاء، لكن واجبنا هو أن نتصدى لهذه المخططات من خلال الوحدة، والمحبة، والتعاون».

وفي نهاية حديثه، شكر آية الله الحسيني كل من يسعى للإصلاح وتحقيق التضامن، وأكد: «إصلاح ذات البين والتضامن بين المسلمين ليس فقط في مصلحة المجتمع الإسلامي، بل في مصلحة الإنسانية جمعاء». وأشار إلى أنه يجب الاستفادة من الدروس الدينية والعمل من أجل تحقيق الوحدة والمودة. كما دعا الله أن يوفق الطلاب والدارسين في هذا المسار وأن يحميهم من كل نزاع وخلاف.

وفي جزء آخر من حديثه، أشار آية الله الحسيني إلى ضرورة الاهتمام بالقضايا الاجتماعية والدينية في هذه المرحلة الحساسة، وقال: «محبة المظلومين ليست كافية إذا كانت على مستوى ظاهري فقط، بل يجب أن نسارع إلى مساعدتهم فعلاً». وأضاف: «هذه المساعدة يجب أن تتضمن إصلاح حياتهم، وتوجيههم في الشؤون الدينية والاجتماعية والاقتصادية لتحسين وضعهم».

كما ذكر توصيات الإمام علي (عليه السلام) بشأن إصلاح ذات البين، والتي وردت في النصوص الدينية: «إصلاح ذات البين أفضل من الصلاة والصوم».

وأكد أن هذه الإصلاحات قابلة للتطبيق على المستويات الفردية، والاجتماعية، والدولية، ويمكن أن تساهم في تعزيز التضامن والاتحاد بين أفراد الأسرة، والمجتمعات الإسلامية، والدول المختلفة.

وأشار أيضًا إلى أن إصلاح ذات البين يمكن أن يسهم في تعزيز وحدة المسلمين في الدول المختلفة، وخاصة إيران والعراق والدول الأخرى التي تواجه قضايا اجتماعية وسياسية، مؤكداً على ضرورة العمل من أجل تحقيق التضامن من أجل المصلحة العامة.

وفي الختام، شكر آية الله الحسيني كل من ساهم في مسار الإصلاحات والتعاون الجماعي، وقال: «نأمل أن ينجح الجميع في اتباع سيرة المعصومين والإمام علي (عليه السلام)». وأكد أن الوحدة الإسلامية يجب أن تُعزز في هذه المرحلة الحساسة أكثر من أي وقت مضى، وأن الجميع يجب أن يسعى بنية خالصة وجهود مخلصة لتحقيق الأهداف الإنسانية والدينية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.