في مساء يوم الأحد ١٣ ذي القعدة ١٤٤٦، حلّ سماحة آية الله السيد مجتبى الحسيني، ممثل قائد الثورة الإسلامية في العراق، ضيفًا على سماحة آية الله العظمى الشيخ جوادي آملي في مقرّ إقامته في النجف الأشرف، حيث رحّب به بحرارة وتمنى له إقامة مثمرة وغنية بالبركات في أرض العراق.
وخلال اللقاء، شدّد سماحة آية الله العظمى جوادي آملي على أهمية إحياء العلوم العقلية في الحوزة العلمية في النجف الأشرف، محذرًا من المصير الذي آلت إليه الحضارة الإسلامية في الأندلس، والذي عَزَاه إلى العجز عن التصدي للشبهات الفكرية الوافدة. وأضاف أن الحوزات إذا ما أعادت الاعتبار للعلوم العقلية، فإنها ستتمكن من الوقوف بثبات أمام موجات التشكيك والانحراف.
وفي السياق ذاته، قدّم سماحة آية الله الحسيني، بحضور عددٍ من معاونيه وحجة الإسلام كاردان، مسؤول بعثة قائد الثورة الإسلامية في النجف الأشرف، تقريرًا عن مجريات عمله خلال عقدٍ من الزمن في موقعه التمثيلي، مؤكدًا أن الفارق بين واقع الحوزة اليوم وما كانت عليه قبل عشر سنوات، سواء في المجال العلمي أو الاجتماعي، كبير وملموس، وأن الحركة العامة للحوزة تتجه نحو التقدم والازدهار.
وقد عبّر آية الله العظمى جوادي آملي عن سروره بهذه التطورات، مستذكرًا أن صدام، الذي كان يمثل عدواً خارجيًا للحوزات العلمية، قد ذهب، لكننا ـ كما قال ـ نواجه اليوم “صدامًا داخليًا” في نفوسنا يجب الحذر منه، لأنه هو العائق الحقيقي أمام تحقيق الوحدة والتكامل.
واختتم سماحته حديثه بالتأكيد على أن على الأمة الإسلامية أن تحيا بعزة وكرامة، دون حاجة إلى الاستكانة أمام قوى الاستكبار، قائلاً: “لدينا ثقافة ثرية، وحضارة ضاربة في عمق التاريخ، أما هم، فلا تاريخ لهم ولا جغرافيا!”
السابق بوست