ضیافة إفطار لممثل الإمام الخامنئي دام ظله في العراق مع شیوخ عشائر کربلاء المقدسة، في رمضان المبارك عام ۱۴۴۵.
في بدء الكلام، اقترح آیة الله السيد مجتبى الحسیني، ممثل الإمام الخامنئي ـ دام ظله ـ في العراق في ضیافة إفطار له مع عشائر کربلاء المقدسة، إیجاد رابطة العشائر والقبائل لتبادل الأفکار والتجارب، کما دعاهم إلی إقامة دورات تثقیفیة لتوعیة الشباب العراقیین وإنقاذهم من المؤامرات الأمریکیة في تضلیلهم.
أشار آیة الله السيد مجتبى الحسیني في خلال کلمته التي ألقاها في اجتماع شیوخ عشائر کربلاء المقدسة إلی أهمیة الدور الذي قام به العشائر والقبائل في زمن النبي (صلی الله علیه وآله) من استقباله بحفاوة عند قدومه المدینة المنورة والبیعة معه بملء إرادتهم، فبهم استطاع تأسیس الحکومة الإسلامیة.
وأضاف أن النبي (صلى الله عليه وآله) بعد تأسیس الحکومة، أبقی النظام العشائري والقبائلي علی ما هو علیه ولم یرفضه بل اعترف به وأقرّه وجعل بینهم التآخي فصارت القبائل إخوانا مع بعضها البعض.
وتابع أن میزة العشائر هي أن کل عشیرة وقبیلة کیان طبیعي جعله الله سبحانه من عرق ودم واحد. فلو استفاد العشائر من هذه الفرصة بشکل صحیح وتعاونوا مع بعضهم البعض علی أساس العدالة والمحبة والإخاء عند ذلك یشکلون قوة کبیرة باستطاعتهم القیام بأعمال کبیرة.
قال ممثل الإمام الخامنئي ـ دام ظله ـ في العراق إن من النعم الکبیرة التي أنعمها الله سبحانه علی الشعب العراقي بعد وجود الأئمة (علیهم السلام) ومراقدهم الشریفة، هو وجود القبائل والعشائر إذا تم توظیفها بشکل جید وصحیح، یمکنه القیام بأعمال کبیرة، وإنما یتیسر ذلك من خلال الاتحاد وتبادل الأفکار فیما بینهم، مقترحا أن یتم تکوین رابطة العشائر في مستوی المحافظات ورابطة القبائل في مستوی البلد کي تکون العشائر والقبائل علی اتصال فیما بینهم للتخطیط وتصمیم مشاریع وتبادل الأفکار والتجارب.
وأکد أن النعمة الکبیرة الأخری هي وجود الأراضي الخصبة والماء الکثیر وإمکانیة الزراعة علی مدار السنة، فباستخدام التکنولوجیا الحدیثة في إحیاء الأراضي یمکن تحویل العراق بلدا مصدّرا لکثیر من المنتوجات، وذلك إضافة علی وجود المناجم والنفط الکثیر. فبذلك کله لابد أن یکون العراق من أرقی البلاد وأکثرها تقدما في الإنتاج والعمران والتمدین وغیرها. وبإمکان العشائر أن تلعب دورا کبیرا في هذا المجال وتقديم مساعدات قیمة للدولة.
والأمر المهم الآخر الذي أشار إلیه آیة الله السيد مجتبى الحسیني هو محاولات تضلیل الشباب العراقیین من قبل مؤسسات ثقافیة أمریکیة تعمل في أنحاء العراق لیل نهار من أجل إغواء الشباب باسم الحضارة والحداثة، داعیا شیوخ العشائر أن یخصصوا أماکن في مضیفاتهم لإقامة دورات تثقیفیة وتوعویة والدعوة من الأساتذة لتوعیة الشباب والرد علی الشبهات القائمة، معتبرا هذا العمل، الجهاد الأکبر الذي هو أفضل من الجهاد الأصغر المتمثل في القتال مع الداعش.