في زيارته لمعرض “شهداء البحرين” الذي أقيم في كربلاء المقدسة، ألقى آية الله السيد مجتبی الحسيني، ممثل الإمام الخامنئي ـ دام ظله ـ في العراق، كلمة قيمة تناول فيها أهمية التمسك بنهج الإمام الحسين (علیه السلام) ومواجهة الاستكبار العالمي.
وأشار آیة الله الحسيني في كلمته إلى تجمع الحشود الكبيرة في كربلاء والنجف من مختلف أنحاء العالم لإعلان ولائهم للإمام الحسين (علیه السلام) وموقفهم الثابت ضد الظلم وأوضح أن واقعة كربلاء كانت مواجهة بين الباطل الذي يمثله أرذل الناس، وبين الحق الذي يمثله أشرف الناس، مستشهداً بقول الإمام الحسين (علیه السلام): «فإني لا أعلم أصحابًا أوفى ولا خيرًا من أصحابي، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي».
كما تطرق السید الحسيني إلى معرفة أعداء الإمام الحسين (علیه السلام) وأهل بيته، حيث أرسلوا إليه ما يقارب من ۱۲ ألف رسالة دعوة إلى الكوفة لتولي زمام الأمور، وبعدها أرسل الإمام ابن عمه مسلم لاختبار نواياهم، فبايعه ۱۸ ألف شخص. إلا أن الأمور انقلبت عندما وصل الإمام الحسين (علیه السلام) إلى الكوفة، وخرج هؤلاء الذين كتبوا له الرسائل لمواجهته وقتاله.
وخلال كلمته، أشار ممثل الإمام الخامنئي دام ظله في العراق إلى خطابات الإمام الحسين (علیه السلام) في ميدان المعركة، مستذكرًا حادثة رفعه لابنه الصغير عبد الله الرضيع أمام الأعداء في يوم عاشوراء، ليظهر للعالم مدى خُبث أعدائه. وأوضح أن يزيد بن معاوية كان یرید أن یأخذ البیعة من الإمام الحسین (علیه السلام) بقوة لیرسخ بذلك أركان حكمه، لكن الأمور لم تسر كما أراد، وعندما دخل الأسرى إلى الشام، أظهروا للعالم الوجه الحقيقي للإسلام وكشفوا زيف يزيد وأعوانه.
وأكد على أهمية استمرار إحياء ذكرى كربلاء كنموذج للصراع بين الحق والباطل في جميع العصور، مشددًا على أن قضية كربلاء ليست قضية شيعية بحتة، بل هي قضية إسلامية وإنسانية. وأوضح أن الإمام الحسين (علیه السلام) خرج لطلب الإصلاح في أمة جده، وأن استشهاده حافظ على الإسلام والدين من الضياع.
وفي ختام كلمته، دعا السید الحسيني إلى ضرورة الدفاع عن المظلومين في جميع أنحاء العالم، مشيرًا إلى أن مسيرة الأربعين هي مناورة لقوى العدل في مواجهة الظلم. وأعرب عن شكره لشعب البحرين على إقامة هذا المعرض، مؤكدًا على بصيرتهم ووعيهم الصحيح، وداعيًا الله أن يفرّج عن جميع المسلمين ويطهر أراضيهم من المستكبرين وأعوانهم.