استهلّ الدکتور احمد الصباح کلمته التي ألقاها في ملتقی الفکر الإسلامي الثاني، بوصف الحشد الحضور بأنهم هم الهویة الاسلامیة وقال: أنتم تنطلقون تحت قوله جل جلاله:{والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولیاء بعض یأمرون بالمعروف وینهون عن المنکر} وقوله جل جلاله {واعتصموا بحبل الله جمیعا ولا تفرقوا واذکروا نعمة الله علیکم إذ کنتم أعداء فألف بین قلوبکم فأصبحتم بنعمته إخوانا}، داعیا الله عز وجل أن یندرج المشارکون في الملتقی تحت قول النبي علیه الصلاة والسلام: «المؤمن للمؤمن کالبنیان یشدّ بعضه بعضا».
وفیما یخص القضیة الفلسطینیة أکد هذا الأستاذ الجامعي أن فلسطین لا تعود إلی حاضنة الإسلام والمسلمین إلا بالربانیة. هذه الربانیة التي ینشدها الأئمة من آل بیت النبي الأطهار والتي ینشدها صحب النبي الأخیار. وإیضاحاً لمفهوم الربانیة هذه، ذکر أن الإمام الحسین علیه السلام في حرکته الإصلاحیة من المدینة إلی العراق إنما انطلق من منطلقین: المنطلق الأول هو الإصلاح بینه وبین الله جل جلاله. هذه هي الربانیة التي ورد في الآیة المبارکة: {ولکن کونوا ربانیین بما کنتم تعلمون الکتاب وبما کنتم تدرسون} و {وکأین من نبي قاتل معه ربیون کثیر}.
وقد اعتبر الدکتور ما یجري في أرض فلسطین، ابتلاء من الله عزوجل، الذي ورد في قوله تعالی: {ولنبلونکم بشیء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرین} و في قوله تعالی {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما یأتکم مثل الذين خلوا من قبلکم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتی یقول الرسول والذی آمنوا معه متی نصر الله ألا إن نصر الله قریب}.
وکمثال علی ابتلاء الأنبیاء، ذکر الأستاذ ابتلاء النبي صلوات الله علیه وسلامه وأنه شُجَّ وجهُه وأُدمیت قدماه وکُسرت رباعیته وهُجِّرَ.
وتصویرا للربانیة وإجابة علی سؤال کیف نتصل بفاطر الأرض والسماوات، ساق مثلا وهو خیبر التي فتحها علي علیه السلام بقلوب عرشیة ومتصلة بفاطر الأرض والسماوات، قائلا إن هذه الربانیة تحتاج منا أن نزکي هذه النفوس الأمارة بالسوء، وعندما خرج صلاح الدین الأیوبی لتحریر بیت المقدس اعترضه أحد الأولیاء الصالحین وقال له ارجع إلی نفسك وإلی نفوس أصحابك شذّبها وهذّبها وزکّها و عندئذ إذا استغثتم الله عز وجل سیستجیب لکم.
وختم الدکتور احمد الصباح کلمته بدعاء سأل فیها الله عز وجل أن یجعل الربانیة فینا وفي أفکارنا وقلوبنا وأرواحنا وأن ننشد الربانیة کما نشدها سیدنا علي وسیدنا الحسین سلام الله علیهما.