ممثل الإمام الخامنئي دام ظله في العراق بيانا تنديدا للهجوم المسلح على المركز الإسلامي في هامبورغ

0

بسم اللّه الرّحمن الرّحیم

«وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَ سَعَى فِي خَرَابِهَا أُولٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ»

إن ما جرى فی المانیا من اقتحام البولیس المسلح المسجد والمرکز الاسلامي فی هامبورغ یعتبر انتهاکاً سافراً علی مقدسات المسلمین فإن ذاك المسجد کان منذ سبعة عقود محوراً للدعوة الی الله تعالى، والقیم الإسلامیة والإنسانیة، وتقام فیه صلاة الجماعة والجمعة، وهو مأنس للمسلمین، ومرکز دیني لإقامة الطقوس الدینیة، وکان مرخصاً من قبل الجهات المعنیة فی المانيا منذ سنوات طویلة وفقاً للقوانین السائدة التی تنادي بحریة إقامة المراسیم الدینیة لکل أتباع الأدیان والمذاهب.
وقد بررّوا هذا الاقتحام بأن هذا المرکز مدعوم من قبل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي دام ظله، ونحن نعرف بأنّ مؤسّس هذا المرکز هو المرحوم آیة الله العظمی السید حسین البروجرديرحمه الله، هو کان مرجعاً دینیاً لجمع کبیر من الشیعة فی العالم، وقد استمر هذا المرکز فی أداء مراسیمه الدینیة مدعوماً من قبل مراجع الشیعة الروحیة منذ تأسیسه، وفعلاً إن آیة الله العظمی الامام السید علي الحسیني الخامنئي دام ظله، هو من أعظم مراجع الشیعة الدینیة فی العالم، ومن الطبیعي أن یشمل مراکز الشیعة برعایته.

کما أن حزب الله هو حزب أنشئ للدفاع عن حقوق الشعب في لبنان في تحریر أراضیهم المحتلة، وفعلاً حقّق هذا الأمر جُلّه، وفي الآونة الآخیرة لما سمع مناشدة المظلومین في غزة هؤلاء الشعب الأعزّل الذین یعیشون تحت نار العدو الصهیوني وقد سقط آلاف منهم شهداء، وأضعافه الجرحی وقطعوا علیهم الماء، والطعام، والعلاج، والدواء، ولم یستثنوا النساء، والاطفال الرضع من هذا الفتك.
والعجب کل العجب من أن الجهة التی تساعد المظلوم في رد الظلم عنه تتوسم بوسمة الإرهاب، والجهة التي تدعم الظالم المعتدي في اعتدائه بانواع الأسلحة الفتاکة هي لیست أرهابیة. فانظر کیف تغیّرت المعاییر فی عالم تسوده السیاسات الاستکباریة.
نعم، إن الکیان الصهیوني، وتلك الجهات التی تقف في جانب الظالم دعماً ومساندة هي الإرهاب بامتیاز.
فلم یصدر هذا الانتهاك في المانیا إلا تلبیة لرغبة الکیان الصهیوني الظالم القاتل الفتاك علی الأطفال والأرامل في غزّة، وغیرها من المدن والأصقاع.
ونحن ندین بکل شدة المباشرین، والمسببین في دولة المانیا علی هذه المواجهة، وینبغي لعلماء الدین، والمثقفین الجامعیین أن یشارکوننا في هذه الأدانة، ونطلب من حکومة المانيا أن ترفع الحجز عن هذا المرکز، وسائر المؤسسات التي حجزوها وأغلقوا أبوابها فإن هذه المؤسسة وغیرها محل لارتیاد الطلاب، والعلماء، والمثقفین فالجفاء في شأن هذه المؤسسات جفاء في حق جمع کثیر من الناس من المواطنین والجالیة من البلاد الاسلامیة، وعدد قلیل منهم من إیران.
کما أودّ أن ارتقي إلی تناول جریمة أخری ارتکبها الکیان الصهیوني في استشهاد القائد الجهادي الكبير الحاج فؤاد شكر من أبطال حزب الله، وهو کان من هؤلاء الذین سطّروا أروع ملاحمِ الشرف، والإباء في وجه الاستكبار العالمي، وربيبتهِ الصهيونية القذرة، وهو کان من عشاق الشهادة فنال ما یتمناه من ربه وخلّد مثاله في ذاكرة الأمةِ.
نعم، إنه تکرّم بالشهادة ولم یخسر، بل إنّ دمَهُ الطاهر الذي نذرهُ قُرباناً للذودِ عن كرامة الأمة، ونصرة فلسطينَ العزيزة یکون بشارة عزيمةٍ، تشحذُ عزائم المقاومة، وترُصُّ صفوفها في معركة النصر القریب بإذن الله تعالی.
واخیراً أتقدم إلى بقیة الله العظمی وقائدنا المفدی الإمام الخامنئي دام ظله، وسید المقاومة وأبناء حزب الله المنتصر، وذوي الشهید بأحرّ التعازي، وأدعو الله لهم بالصبر الجمیل والأجرالعظیم، ولشهیدنا الغالي المغفرة والرضوان وفسیح الجنان بمرافقة أولیائه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ممثِّل سماحة آية اللّه العظمى الإمام الخامنئي دام ظله في العراق
وعضو مجلس خبراء القيادة في الجمهورية الإسلامية
السيد مجتبى الحسيني – النجف الأشرف
۲۵ محرم الحرام ۱۴۴۶

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.