آیة الله الخالصي: الهویة الإسلامیة في حقیقتها هي الهویة الإنسانیة، والأمة الإسلامیة الیوم بأمس الحاجة إلی فهم هذه الهویة والتمسك بها وهذا هو المقصود من الملتقی
وخلال کلمته في الملتقی الثاني للفکر الإسلامي الذي عقد بالجامعة المستنصریة ببغداد، وصف آیت الله الشیخ جواد الخالصي الظروف التي یعقد فیه الملتقی بالحاسمة والصعبة لما ترتکب بحق الشعب الفلسطیني من مجازر، مستنکرا موقف الدول الأروبیة في رفض أن یُدعی إلی وقف إطلاق النار، ورد قرارات الأمم المتحدة بفیتو أمریکي مما یعني السماح للکیان الصهیوني باستمراره في القتل والإبادة.
وأشاد سماحته بموقف رئیس الوزراء العراقي في مؤتمر القاهرة معربا في نفس الوقت عن أسفه في عجز المؤتمر عن إصدار بیان مشترك. کما شجب امتناع الخارجیة العراقیة عن التصویت لصالح القرار في الجمعیة العامة للأمم المتحدة.
وفيما یخص الموضوع الرئیسي لکلمته، قال آیت الله الخالصي إن الهویة الإسلامیة في حقیقتها هي الهویة الإنسانیة، مؤکدا أن هذه الهویة تصان بالعمل بأحکام شرع الله وبدینه وبالالتزام قبل ذلك بعقیدة الحق من التوحید واتباع الأنبیاء والسیر علی دینهم.
وتابع سماحته أن دلالة الصدق في الإیمان هو الوحدة في الدین. أما التفرقة في الدین فهي صفة من صفات المشرکین، داعیا إلی النظر في حال الأمة الإسلامیة هل هي مع وحدة الدین أو مع الاختلاف في الدین؟
وأشار أن المقصود من الملتقی هو أن الأمة الیوم بأمسّ الحاجة لفهم هذه الهویة والتمسك بها وفهم أن حروب الهویة وحروب الثقافة والأخلاق تحت عنوان العولمة أو الأنسنة، هي أخطر أنواع الحروب.
کما نوّه أن الهویة الاسلامیة بآفاقها الإنسانیة تستوعب وتحترم الهویات الفرعیة مادامت لا تتعارض مع الهویات الإسلامیة، مؤکدا علی أن تحقیق ذلك یتطلب منا التفکیر في حرکة واحدة لجمع کلمة الأمة ولکي نسیر إلی طریق الوحدة التامة وبناء الحضارة الإسلامیة إن شاء الله بل وبناء الدولة الإسلامیة الواحدة علی أساس الشوری والعدل ولیس علی أساس الاستبداد والطغیان والتسلط.
وختم کلامه بتوجیه کلمة الشکر إلی الحضور والقائمین علی الأمر مقدرا الدعوة التي تلقاها من سماحة السید مجتبی الحسیني کما شکر الجامعة المستنصریة لاستضافته الکریمة للملتقی.