إن دول الاستکبار تحارب جمیع الأدیان والقیم الإنسانیة ولیس الإسلام فحسب
قال ممثل الإمام الخامنئي ـ دام ظله ـ في العراق في خطب عید الفطر ١٤٤٥:
قال آیة الله السيد محتبى الحسیني، ممثل الإمام الخامنئي ـ دام ظله ـ في العراق في خطب عید الفطر عام ۱۴۴۵ : إلی جانب الصراع العسکري والسیاسي بین الاستکبار العالمي المتمثل في أمریکا وبعض الدول الغربية والکیان الصهیوني وبین المسلمین في العالم، هناك نوع آخر من الصراع یتعدی المسلمین لیشمل جمیع أصحاب الدیانات والبشریة جمعاء ألا وهو مکافحة القیم الدینة والإنسانیة ونشر الإباحیة والفساد في العالم وتجرید الإنسان عن إنسانیته.
أشار آیة الله السيد مجتبى الحسیني في الخطبة الأولی بعد إقامة صلاة عید الفطر في حسنیة الثقلین، إلی دعاء وداع شهر رمضان للإمام زین العابدین (علیه السلام) موضحا أنه علینا أن نرتقي کل سنة بتکرر شهور رمضان، وإذا وقفنا مکاننا ولم نتقدم، لم نؤد حق هذا الشهر وذمتنا تبقی مشغولة به، وذلك مفاد الحدیث القائل «من ساوی یوماه فهو مغبون إلخ…»
کما أشار إلی ذکری استشهاد العالم الکبیر آیة الله العظمی السید محمد باقر الصدر قائلا إنه کان عالما قل مثیله في التاریخ وقد استشهد مظلوما ولکن الله سبحانه انتقم من قاتله صدام، الذي قُتل بکل ذل وحقارة، والیوم نری أن الناس یذکرون هذا العالم الشهید بالخیر ویذکرون قاتله بالشر.
وفي الخطبة الثانیة ذکر ممثل الإمام الخامنئي ـ دام ظله ـ في العراق أننا نعیش في هذه الأیام محنة عظیمة علی أمتنا الإسلامیة وهي ما یجري علی إخواننا الأعزاء في غزة، مضیفا أن هذا الصراع العسکري له وجهان، وجه مأساوي یتمثل في قتل العزل من الرجال والنساء والأطفال والمرضی ودمار الأراضي والبیوت، ووجه آخر ملحمي متمثل في المقاومة والجهاد أمام العدو الإسرائیلي.
وأکد أنه إلی جانب هذا الصراع العسکري الذي یجري بین الکیان الصهیوني وبین غزة بشعبها ومجاهدیها، هناك صراع آخر أوسع وأصعب وهو الصراع السیاسي والدیني والذي نجد في أحد طرفیه، جبهة الباطل المتمثلة في الاستکبار العالمي أمریکا والدول التي تدور في فلکها والکیان الصهیوني وفي الطرف الآخر، جبهة الحق المتمثلة في المسلمین المظلومین في العالم.
وشدد کما أن هناك صراعا آخر أوسع وأشمل بکثیر حیث یتعدی المسلمین ویشمل أصحاب سائر الدیانات من المسیحیة والیهودیة والبوذیة والهندوسیة والبشریة جمعاء، حیث یسعی العدو في هذا الصراع وهو أمریکا والکیان الصهیوني وبعض الدول الغربیة إلی نشر الفساد والإباحیة ومکافحة جمیع القیم والکمالات الدینیة والإنسانیة والاجتماعیة وتجرید الإنسان من إنسانیته.
وصرح سماحته أن الشعب الأمریکي والأروبي أیضا مظلومون في هذا الصراع، إذ المظلومیة لیست علی نوع واحد؛ فهناك مظلومون یعرفون أنهم مظلومون ویقاومون أمام الظالم، کالشعب الفلسطیني، کما هناك مظلومون یعرفون أنهم مظلومون ولکن یستسلمون أمام الظالم ولا یقاومون، خوفا أو طمعا، وهناك نوع آخر من المظلومین لا یعرفون أصلا أنهم مظلومون.
کما نبّه إلی أن الجهاد والمقاومة أمام الظلم علی أنواع: منها الجهاد العسکري ومنها جهاد التبیین، حسب تعبیر السید القائد الإمام الخامنئي ـ دام ظله ـ مؤکدا أن هذا الأخیر أهم بکثیر، لأن الحرب الإعلامية والتبلیغیة أشد وأوقع أثرا من الحرب العسکریة، داعیا الجمیع رجالا ونساءا أن یقوموا بواجبهم في جهاد التبیین ویبینوا للعالم حقیقة الغرب وأهدفه.
وفي الختام قال آیة الله السيد مجتبى الحسیني علی الرغم من أن ما یجري في غزة یجرح قلوبنا، إلا أننا نشکر الله سبحانه علی أن الکیان الصهیوني بهذه الجرائم التي یرتکبها قد فضح نفسه في العالم وفضح الدول الغربیة التي تدعمه وصار الناس في العالم یعرفون أن هؤلاء الذین یدعون الحضارة والمدنیة والدفاع عن حقوق الإنسان ومکافحة الإرهاب، هم وحوش یرتکبون أشد الجرائم بحق البشریة وهم رأس الإرهاب وصُنّاعه في العالم، وأضاف أن هذه المسیرات الاحتجاجیة والتنددیة التي تقام في أنحاء العالم تنطلق من هذا الوعي العالمي الذي سببه هو الکیان الصهیوني نفسُه بالجرائم التي ارتکبها وصار بذلك مصداقا لقوله تعالی: «یخربون بیوتهم بأیدیهم وأیدي المؤمنین»